مئة عام من الالتزام تُحتفل بها في الجزائر: مؤسسة فريدريش إيبرت تفتح أبوابها لشركائها وخريجي برامجها

بدأت الأمسية باستعراض جذور مؤسسة فريدريش إيبرت في الجزائر. فمنذ ستينيات القرن الماضي، وبالتعاون مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني (SPD) واتحاد النقابات الألمانية (DGB)، قدمت المؤسسة دعمها لحركة التحرير الوطني الجزائرية. وكان ذلك موقفًا قويًا تجسّد في استضافة مقر جبهة التحرير الوطني في مدينة كولونيا، في قلب المقرات النقابية الألمانية. وقد أرست هذه التضامنات المبكرة أسس علاقة ثقة متينة ودائمة.

بعد الاستقلال، رافقت المؤسسة الاتحاد العام للعمال الجزائريين (UGTA) في جهوده لتطوير التكوين النقابي وتعزيز التعاون النقابي، مع الحفاظ على الحوار رغم التحديات التي فرضتها الحرب الباردة. أما افتتاح المكتب الدائم للمؤسسة في الجزائر عام 2002، فقد شكّل مرحلة جديدة مكّنت من هيكلة العمل حول الشباب والمجتمع المدني، والمساواة بين النساء والرجال، والعدالة الاجتماعية، والنقاش العام.

وخلال النقاشات، ذكّرنا بأولوياتنا الحالية:

• العدالة الجندرية، التي تشكّل محور التزامنا، ونعمل على إدماجها في جميع مشاريعنا، خاصة من خلال "المدرسة النسوية" التي تمثل فضاءً للتكوين والتعبئة للشابات.

• الانتقال العادل، لمواكبة التحولات الاقتصادية والطاقوية مع وضع العدالة الاجتماعية في صلب السياسات البيئية.

• الاقتصاد الاجتماعي، من خلال تثمين النماذج الاقتصادية التضامنية التي تعزز التماسك والإدماج، ودعم الفاعلين والفاعلات في هذا المجال.


اختُتمت الأمسية برسم جداري جماعي، نتاج مساهمات المشاركين والمشاركات، حيث أتيحت لكل منهم فرصة تدوين أفكارهم ورؤاهم ورغباتهم في التعاون مع المؤسسة. وكانت النتيجة لوحة حيّة تعكس تنوّع وثراء التبادلات.

لقد كنا سعداء باستقبال كل من يساهمون يوميًا في تجسيد قيم مؤسسة فريدريش إيبرت: الحرية، والعدالة، والتضامن. وكانت هذه الذكرى المئوية مناسبة ليس فقط للاحتفال بإرثنا، بل أيضًا للتطلع بثبات نحو المستقبل، بعزيمة على كتابة الفصول القادمة من هذه المسيرة معًا.