Monday, 07.10.2024

المقهى الاقتصادي: تطوير الطاقات المتجددة في الجزائر: تحليل الجوانب التقنية والاقتصادية وأثر الإمكانيات على الطاقات المتجددة في الجزائر، بقلم الأستاذ محمد حمودي

يعتمد التحول الطاقوي بشكل أساسي على النشر المتسارع والواسع النطاق للتكنولوجيات الخالية من انبعاثات الغازات الدفيئة، ورقمنة عمليات الطاقة من أجل استخدامها بكفاءة من وجهة نظر اقتصادية، وإضفاء اللامركزية على إنتاج الطاقة التي تتيحها الطاقات المتجددة. إن استبدال الوقود الأحفوري المستنفد والملوث بالطاقات المتجددة النظيفة والمنخفضة التكلفة سيجعل من الممكن خفض انبعاثات الكربون إلى حد كبير وتحقيق إزالة الكربون من مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية، مثل الطاقة والقطاع الثالث، الزراعة، المياه، والنقل. 


تتمتع الجزائر بإمكانيات هائلة ومتنوعة من الطاقة المتجددة التي يبلغ مجموعها 410,800 تيراواط/ساعة في السنة، من إمكاناتها الشمسية الضوئية والحرارية الشمسية السنوية، والتي تقدر بأكثر من 217,677 تيراواط/ساعة و168,972 تيراواط/ساعة على التوالي، وكذلك من الرياح التي تعبر مناطق شاسعة من البلاد لأكثر من 5,500 ساعة/سنوياً، وتولد أكثر من 30,000 تيراواط/ساعة. هذه الميزة الرئيسية، المتمثلة في إمكاناتها الهجينة، تمكنها من إنتاج تكاليف طاقة مخفضة للغاية (LCoE) وتجعل مساحات شاسعة من الجزائر جذابة بلا شك من وجهة نظر اقتصادية لمشاريع استخدام الكهرباء الخضراء المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة. وهذا ما يجعل الجزائر موقعًا متميزًا لمشاريع الهيدروجين الأخضر ومشروعات تحويل الطاقة إلى طاقة كهربائية خضراء، كما أشارت إلى ذلك الدراسات الدولية التي أجريت مؤخرًا لتحديد البلدان ذات الإمكانات العالية.

وبالتالي، فإن الجزائر تُظهر جاذبية قوية للاستثمار الأجنبي المباشر في القطاعات التي تستخدم الطاقات المتجددة، ولكن لا يزال يتعين بذل الجهود لتحسين نظامها البيئي، لتمكين الجزائر من جهة من الاستفادة الكاملة من هذه الفرصة الاقتصادية ومن جهة أخرى لتكون قادرة على ترسيخ نفسها كمركز إقليمي لمنتجات الطاقة المستدامة، والتي تتطلب رأس مال كثيف وجذاب لرأس المال الدولي في ضوء المبادئ التوجيهية العالمية الجديدة التي تهدف إلى حياد الكربون.

وسيركز العرض على مختلف العوامل المؤثرة في مجال الطاقات المتجددة وخاصة الآليات التي يجب وضعها من أجل تحسين قيمتها في ضوء الظروف التنظيمية والتقنية والاقتصادية الخاصة، مدعومة بإرادة سياسية بدأت تتضح أكثر فأكثر وتتبلور نتيجة لظروف المناقصات التي تم الإعلان عنها مؤخرا، والتي بلغت 3 جيغاواط من أصل برنامج 15 جيغاواط بحلول عام 2035.

وتتمتع الجزائر بمساحات شاسعة مؤهلة للاستخدام المكثف للطاقات المتجددة، حيث تغطي أكثر من 1.46 مليون كيلومتر مربع بكل تنوعها، كما تتوفر على إمكانيات لاحتضان مشاريع في قطاعات الطاقة والزراعة والهيدروجين الأخضر.

مؤسسة فريدريش إيبرت
مكتب الجزائر

كولون فواغول, 21 شارع الإمام الغزالي
المرادية ,الجزائر العاصمة

71 36 47 23 213+
info(at)fes-algeria.org

أعضاء المكتب/الإتصال